أوجعت قلبي
***
شعر
صبري الصبري
***
أوجـعـت قلـبـي يـــا نـزيــفَ الـشــامِ
أرقـتـنــي فــــي يـقـظـتـي ومـنـامــي
وجعلـتـنـي بـالـحـزن أحـيــا دونــمــا
فـــــــــرح أراه بــتــلــكـــم الأيــــــــــامِ
فالدمع يجري من عيـون قصائـدي
والـغـم يصـحـب بـالأســى إلـهـامـي
والـــهـــم لازم لـلـقــوافــي حــرفــهــا
ورويــــــهـــــــا بــــــالـــــــداء والآلامِ
والشعـر يبكـي فـي بحـور شجـونـه
يـنـعــي الــذيــن تـسـربـلـوا بِـحِـمــامِ
فـــي كـــل يـــوم بالمـشـاهـد لـوعــة
تــأتــي إلـيـنــا بـالـسـيـاق الــدامـــي
حـتـى الطفـولـة تستـبـاح حياضـهـا
وتـصـيــر طـعــمــا سـائــغــا لـلــئــامِ
وتبـيـت تـرجـو مــن حمـانـا نـصــرة
حـتــى وإن كـانــت بـمـحـض كـــلامِ
فالعجـز أطبـق بالجمـيـع فأحجـمـوا
عـــن فـعــل شــــيء نــافــع لــكــرامِ
صـاروا الضحايـا فـي دروب تمـزق
بــيــن الـحـرائــق أضــرمــت بــأنــامِ
لاقــــوا بــإدمــاء الـمـجــازر نـكـبــة
أودت بـهــم فـــي حــفــرة الإعــــدامِ
ب(الحـولـة) الأطـفـال مـثـل ذبـائــح
تــهــوي بـنـصــل جــرائــم الإجــــرامِ
دون اكـتــراث بالـحـقـوق تـمـزعــت
بـتـجـبــر ... بـتـعــجــرف الأقــــــزامِ
كم ب(القبير) قد استطالـت عصبـة
مــجــنـــونـــة بــتــغـــطـــرس الأزلامِ
وب(حـمـص) دكــوا للـكـرام معـاقـلا
صــارت هـبـاء فــي هـــواء حـطــامِ
وبـكــل ربـــع مــــن ربــــوع تــحــرر
نــرنـــو مـشــاهــد لــوعـــة بِــكِـــلامِ
فـاضــت مآسـيـهـم بـشــام مـثـخــن
بــجــراح فــتــك نـــــازف الأســقـــامِ
فـصـدارة الأخـبــار تـحـمـل لـلــورى
فـــي كـــل يــــوم مـسـتـبـاح زمــــامِ
أعـداد مـن ماتـوا تجـاوز مــا يُــرى
مـــن عـــد أمـــوات بـسـعـر ضـــرامِ
والـكـل يـعـرب عـــن أســـاه مـنــددا
مـسـتـنـكــرا بــوســائـــل الإعـــــــلامِ
والـنـاس تـهـلـك بالقـنـابـل صـوبــت
مـــــن طــائـــرات حـلــقــت بـغــمــامِ
بـقـذائـف التـدمـيـر تــدفــع شــرهــا
بالـحـقـد يـهــوي بـالـبـلا المتـنـامـي
فـالـنـار تــأكــل بـعـضـهـا بـتـشـعـب
في الشام يصرخ صرخـة استرحـامِ
يـدعـو إلــه الـعـرش ينـصـر جـنـده
نــصــرا بـفـضــل الــواحــد الــعـــلاَّمِ
ويــصــب نــــار عــذابــه وعـقــابــه
بـمــن اسـتـبـاح خـمـيـلـة الأرحــــامِ
يــا شــام أنــت بروحـنـا تحـيـا بـنــا
كـعـبـيــر عــبـــق عــاطـــر الآكـــــامِ
بـزهـور بـسـتـان الـجـمـال تفـتـحـت
فـيــنــا بـعــشــق طــاهـــر وهـــيـــامِ
لـــــك بـالـقـلــوب مـحــبــة وتـجــلــة
بـرقـائـق فــاضــت بــشــوق غــــرامِ
وتـمـيـزت عــبــر الــدهــور بـمـيــزة
تـصـفــو لــنــا بـمـسـيــرة الأعـــــوامِ
مهـمـا استبـاحـوا روضــة معـمـورة
بالـحـسـن خــابــوا كـلـهــم بـسـخــامِ
يكسـو وجـوه الشـر سـاء وجومـهـا
مـهـمـا تـــراءت بـالـهــوى الـبـســامِ
مهما استطاعـت قتـل عُـزَّل شامنـا
بـعــمــوم تـقـتـيــل بـمــكــر ســهـــامِ
مهما استقرت فـي غـرور مجونهـا
بـخـسـار بـطــش هــائــج بـحـســامِ
سيـزول كـرب عـن حمـاكـم تنجـلـي
عنـكـم هـمــوم يـــا أولـــي الأفـهــامِ
يــا شـعـب سـورِيَّـا الأبــيِّ وتبـتـدي
أنــــوار عـيـشـتـكـم بــهـــا بــســـلامِ
سـيــزول عـهــد الظالـمـيـن فـربـنــا
يمـلـي لـهـم فـــي حـكـمـة الأحـكــامِ
حـتــى إذا حـــان الـقـضـاء فـأخــذه
لــهـــم يــكـــون بــشـــدة الإحــكـــامِ
هـــذا جـــزاء المـجـرمـيـن تـجـبــروا
جــهــرا بـعــيــش غـــــارق بــحـــرامِ
فلقوا الهلاك على اختلاف صنوفهم
وانـظــر مــــداد حـصـائــد الأقــــلامِ
سطرت لكل النـاس عنهـم مـا كفـى
لـلـنـاس مـــن فـهــم ومـــن إلــمــامِ
يـا شـام إن قصيـدتـي ضـمـت لـكـم
جـهـد المـقـل بـدعــوة استـسـلامـي
لله رب الــعــرش يـنـصــر شـامــنــا
نــصــرا بــنــور شـريـعــة الإســــلامِ
والله يـرحـم مــن قـضـى فــي جـنـة
يـحـيــا هــنــاك بــروضــة الإنــعـــامِ
صـــلـــى الإلــــــه الــنــبــي وآلــــــه
مـن قـال قــولا طيـبـا عــن شــامِ !!
الرجوع الى أعلى الصفحة