يا أيها السودان جئتك عاشقاً ... أرنو أليك بمقلة الحيران
ساقول في الخرطوم مالم أروه ... مترنماً في أعذب الألحان
دارٌ بها علم وحسن طبيعةٍ ... المجد فيها والهوى صنوان
يامقرن النيلين ذبت صبابةً ... لما لمحتك زاهي الألوان
ولقد لمحتك برهةً فأسرتني ... وأثرت في مكامن التحنان
وعلى المروج قصائدٌ رنانة ... وبها ترنم طائر الأشجان
قولوا لها تزجي خمائل سترها ... كيما يراها العاشق الولهان
أنا أن عشقتك فالقلوب شواهدٌ ... فالكل يشهد أننا خلان
ومن الفوارق ما يزيد بحسنها ... عن أجمل الأقطار والبلدان
الناس في نجد تقارع بردها ... وهنا يذوب البرد في السودان
وهناك تبدو للحسان مفاتن ٌ ... وهنا تكون مراتع الغزلان
وهناك تهديك الدروب ضجيجها ... وهنا الهدوء لغاية الذوبان
والغصن فيها مائل متجاذب ُ ... والزهر يرعى البرعم الريان
وهناك مئذنةُ وهذا منبر ... يحكي لنا ماخطه القرآن
والعلم فيها قائم متقادمٌ ... وبنهله تتناقل الركبان