سقراط" (باليونانية Σωκράτηςباسم ‘‘‘ Sōkrátēs {/5. (469-399 ق.م) [1]: فيلسوف يوناني كلاسيكي.يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، لم يترك سقراط كتابات وجل ما نعرفه عنه مستقى من خلال روايات تلامذته عنه. ومن بين ما تبقى لنا من العصور القديمة، تعتبر حوارات "أفلاطون" من أكثر الروايات شموليةً وإلمامًا بشخصية "سقراط".[2] بحسب وصف شخصية "سقراط" كما ورد في حوارات "أفلاطون"، فقد أصبح "سقراط" مشهورًا بإسهاماته في مجال علم الأخلاق. وإليه تنسب مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطي (أو المعروف باسم Elenchus). ولا يزال المنهج الأخير مستخدمًا في مجال واسع من النقاشات كما أنه نوع من البيداجوجيا (علم التربية) التي بحسبها تطرح مجموعة من الأسئلة ليس بهدف الحصول على إجابات فردية فحسب، وإنما كوسيلة لتشجيع الفهم العميق للموضوع المطروح. إن "سقراط" الذي وصفه أفلاطون هو من قام بإسهامات مهمة وخالدة لمجالات المعرفة والمنطق وقد ظل تأثير أفكاره وأسلوبه قويًا حيث صارت أساسًا للكثير من أعمال الفلسفة الغربية التي جاءت بعد ذلك.
وبكلمات أحد المعلقين المعاصرين، فإن أفلاطون المثالي قدم "مثلا أعلى، جهبذًا في الفلسفة. قديسًا، نبيًا "للشمس-الإله"، ومدرسًا أُدين بالهرطقة بسبب تعالميه".[3] ومع ذلك، فإن "سقراط" الحقيقي مثله مثل العديد من قدامى الفلاسفة، يظل في أفضل الظروف لغزًا وفي أسوأها شخصية غير معروفة.
[عدل] السيرة الذاتية
كتب عنه {نيتشا}هذا اللاتيني القبيح الباعث على السخرية الكريه تائد الفئران الذي يجبر الشباب المتعجرفين على الارتجاف والبكاء لم يكن فقط احكم الناس المتكلمين وانما كان اروعهم في صمته أيضا.
[عدل] المشكلة السقراطية
إن تكوين صورة دقيقة لشخصية "سقراط" التاريخية ووجهات نظره الفلسفية مهمة إشكالية في أحسن الأحوال. وهذه المشكلة معروفة باسم المشكلة السقراطية (Socratic problem). لم يترك "سقراط" نصوصًا فلسفية. ومعرفتنا به وبحياته وفلسفته تعتمد على كتابات تلاميذه ومعاصريه. ويعد "أفلاطون" في مقدمة هؤلاء الأشخاص، ومع ذلك، تمدنا أعمال كل من المؤرخ زينوفون وأرسطو وأريستوفانيس بمعلومات مهمة.[4] وجدير بالذكر أن الصعوبة في التعرف على الشخصية الحقيقية لـ "سقراط" تنبع من كون معظم هذه الأعمال نصوص فلسفية أو درامية وليست كتابات تأريخية. عمليا، ما عدا كتابات المؤرخ "ثوسيديديس" (الذي لم يذكر "سقراط" أو أي فلاسفة آخرين على الإطلاق في كتاباته)، فإنه في الحقيقة ما من كتابات تأريخية معاصرة لـ "سقراط" تتناول أحداث زمانه ومكانه. وما ينبع من ذلك أن المصادر التي تذكر "سقراط" لا تدعي بالضرورة اتصافها بالدقة التاريخية وهي بأغلبها مناصرة لـ "سقراط" (فإن الذين حاكموا "سقراط" وأدانوه لم يتركوا شهادات). وبناءً عليه، يواجه المؤرخون صعوبة التوفيق ما بين هذه النصوص المختلفة التي كتبها هؤلاء الرجال للحصول على تسجيل دقيق ومتماسك لحياة "سقراط" وأعماله. إن نتيجة هذا الجهد ليست واقعية بالضرورة، بل مجرد نتيجة متناسقة. وبوجه عام، يعتبر "أفلاطون" أكثر المصادر موثوقية وثراءً بالمعلومات عن حياة "سقراط" وفلسفته.[5] وفي الوقت نفسه، في بعض الأعمال كان يتمادى "أفلاطون" في كتاباته الأدبية عن سقراط حيث كان يتحدث عن أشياء ليس من المحتمل أن يكون سقراط قد قام بها أو قالها. لقد كان التحليل الذي استخدمه "أفلاطون" في حديثه عن "سقراط" – سواء أكان "سقراط" الحقيقي أم "سقراط" كما وصفه "أفلاطون"- في أي حوار موضع كثير من الجدل.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه يتضح أيضًا من كتابات أخرى ووثائق تاريخية أن "سقراط" لم يكن مجرد شخصية من اختراع أو نسج خيال "أفلاطون". يمكن لشهادات كل من "زينوفون" و"أرسطو"، بالإضافة إلى إحدى مسرحيات "أريستوفانيس" الشهيرة وهي مسرحية السحب أن تساهم في تكوين تصورنا لشخصية "سقراط" بما يتجاوز وصف "أفلاطون" لسقراط.
لقد وردت التفاصيل الخاصة بحياة سقراط من ثلاثة مصادر حديثة وهي حوارات كل من "أفلاطون" و"زينوفون" (الاثنان من أنصار "سقراط") ومسرحيات "أريستوفانيس". وقد وصفه بعض تلاميذه، بما فيهم "إيريك هافلوك" و"والتر أونج"، على أنه مناصر لأساليب التواصل الشفوية حيث وقف أمام الإسهاب غير المقصود الذي تتصف به الكتابة.[6][7]
وفي مسرحية السحب التي قام "أريستوفانيس" بتأليفها، وصف "سقراط" على أنه مهرج يعلم تلاميذه كيف يتملصون من الديون. وعلى الرغم من ذلك، فإن معظم أعمال "أريستوفانيس" تتصف بأنها أعمال تحاكي بسخرية أعمال المؤلفين الآخرين. ومن ثم، قد نسلم بأن هذا الوصف لم يكن موضوعيًا وواقعيًا أيضًا. وفقًا لما ذكره "أفلاطون"، اسم والد "سقراط" هو "سوفرونيسكوس" واسم والدته هو "فيناريت" وهي كانت تعمل كقابلة (داية). وعلى الرغم مما ورد عن وصفه بأن شكله كان غير جذاب وأنه كان قصير القامة، تزوج سقراط من "زانثيبي" التي كانت تصغره في السن بكثير. وأنجبت منه ثلاثة أبناء، هم "لامبروكليس" و"سوفرونيسكوس" و"مينيكسينوس". وقد انتقده صديقه "كريتو" من ألوبيكا لتخليه عن أبنائه عندما رفض محاولة الهروب قبل تنفيذ حكم الإعدام عليه. لم يبد واضحًا كيف كان "سقراط" يكسب قوت يومه. ويبدو أن النصوص القديمة أشارت إلى أن "سقراط" لم يكن يعمل. وفي كتاب Symposium للمؤرخ "زينوفون"، نقل عن "سقراط" أنه كان يقول إنه يكرس نفسه للشيء الذي يعتبره أهم فن أو مهنة وهو مناقشة الفلسفة. وفي مسرحية السحب، يصور "أريستوفانيس" "سقراط" على أنه كان يتقاضى مالاً مقابل تعليم الطلاب وإدارة مدرسة سوفسطائية مع "كريفون"، في حين أنه ورد في حواري "دفاع سقراط" و"المأدبة" لـ "أفلاطون" وفي روايات "زينوفون" إنكار "سقراط" الصريح لقبوله أي أموال مقابل تعليم الطلاب. وفي حوار دفاع سقراط على وجه الخصوص, استشهد سقراط بفقره كبرهان على كونه ليس مدرسًا. ووفقًا لما ذكره "تيمون فليوسي" وما ورد في مصادر أحدث، امتهن "سقراط" مهنة نحت الصخور عن والده. ولقد كان هناك اعتقاد في العصور القديمة بأن "سقراط" نحت تماثيل ربات القدر الثلاث (Three Graces) التي ظلت موجودة بالقرب من معبد "أكروبوليس" حتى القرن الثاني بعد الميلاد، ولكن لم يصدق العلم الحديث على صحة هذا الاعتقاد.[8] تشير العديد من حوارات "أفلاطون" إلى الخدمة العسكرية التي أداها "سقراط". يقول "سقراط" إنه خدم في الجيش الأثيني خلال ثلاث معارك، وهي بوتيديا وأمفبوليس وديليوم. وفي حوار "المأدبة"، وصف "ألكيسيبياديس" شجاعة وبسالة "سقراط" في معركتي "بوتيديا" و"ديليوم" وذكر كيف أن "سقراط" أنقذ حياته في معركة "بوتيديا" (219e – 221b). كما ورد الأداء الرائع الذي أداه "سقراط" في معركة "ديليوم" ضمن حوار "لاكاس" (أو الشجاعة باللغة الإنجليزية) من قبِل الجنرال الذي سمي الحوار على اسمه (181b). وفي حوار "دفاع سقراط"، يقارن "سقراط" بين خدمته العسكرية ومعاناته التي واجهها في قاعة المحكمة ويقول إنه إذا كان هناك في هيئة المحلفين من يعتقد أنه يجب أن ينسحب ويتخلى عن الفلسفة، فينبغي لهذا الشخص أن يفكر أيضًا في أنه لا بد للجنود أن تنسحب من المعركة عندما يبدو لهم أنهم سيُقتلون فيها. في عام 406، كان "سقراط" عضوًا في مجلس الشيوخ اليوناني وكان قومه - قوم Antiochis - هي التي عقدت مجلس المحاكمة في اليوم الذي شهد إعدام الجنرالات الذين شاركوا في معركة أرجنوسي لأنهم تخلوا عن القتلى والناجين من السفن الغارقة من أجل مطاردة الأسطول الإسبارطي المنهزم واللحاق به. وكان "سقراط" أحد الأعضاء الرئيسيين بالمجلس وعارض المطلب غير الدستوري الذي اقترحه "كاليكسنيس" بعقد محاكمة جماعية لإدانة جميع الجنرالات الثمانية. في آخر الأمر، رفض "سقراط" أن يذعن للتهديدات التي وجهت إليه بأن يتم حتفه في السجن وأن يتم اتهامه بالتقصير وأعاق التصويت الجماعي حتى انتهى مجلس محاكمته في اليوم التالي والذي شهد إدانة الجنرالات والحكم عليهم بالإعدام. وفي عام 404 سعى حكومة الطغاة الثلاثين لأن يضمنوا ولاء من عارضوهم وذلك بتوريطهم وإشراكهم فيما يقومون من أفعال. فقد طلب من "سقراط" وأربعة آخرين أن يحضروا حاكم مدينة سلاميز من منزله لتنفيذ حكم إعدام غير عادل عليه. رفض "سقراط" بهدوء، ولم يحل دون إعدامه سوى الإطاحة بحكم الطغاة الثلاثين التي وقعت في وقت لاحق.