اختبار اللّغة العربيّة
النّص:«اعلم أنّ فن التاريخ فنٌّ عزيز المذهب جمّ الفائدة شريف العائدة إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم، حتى تتمّ فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا.
فهو محتاج إلى مآخذ متعددة ومعارف متنوعة، وحسن نظر وتثبت يفضيان بصاحبهما إلى الحق وينكبان به من المزلاّت والمغالط، لأنّ الأخبار إذا اعتمد فيها مجرد النّقل، ولم تحكم أصول العادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في المجتمع الإنسانيّ، ولا قيس الغائب منها بالشاهد، والحاضر بالذاهب، فربّما لم يؤمن فيها من العثور، ومزلة القَدم والحيد عن جادة الصّدق.
وكثيرا ما وقع للمؤرّخين والمفسّرين وأئمة النّقل المغالط في حكايات الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرّد النّقل غثّاً أو سمينا لم يعرضوها على أصولها ولا قاسوها بأشباهها ولا سبروها بمعيار الحكمة، والوقوف على طبائع الكائنات، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار، فَضَلُّوا عن الحق، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط، سيّما في إحصاء الأعداد والأموال والعساكر، إذا عرضت في الحكايات، إذْ هي مظنّة الكذب ومطيّة الهذر، ولابدّ من ردّها على الأصول وعرضها على القواعد...»
(عن مقدمة ابن خلدون ـ بتصرف ـ)
الأسئلة: أـ البناء الفكريّ: (12 نقاط)
1. ما هي القضية التي يعالجها ابن خلدون؟
2. ما الغاية من دراسة التاريخ في نظره؟
3. ما الشروط التي قدّمها لدراسة التاريخ؟
4. كيف يبدو لك ابن خلدون من خلال النّصّ؟
5. ما نوع النّصّ؟ و ما النّمط الغالب عليه؟ علّل.
6. ما القيمة التي تستخلصها من النّصّ؟ مبديا رأيك.
ب ـ البناء اللغويّ: (08 نقاط)
1. ما الحقل الدلالي للألفاظ التالية: غث، سمين، معيار، البصيرة، الوهم، الغلط.
2. ما المعنى الذي أفادته «إذ» في الفقرة الأولى؟ وما إعرابها ؟
3. لِمَ يخل النّص من التكرار، ما دوره في النّص؟ هات مثالا عنه.
4. ما نوع الأسلوب البلاغيّ المعتمد في النّصّ؟ ولماذا؟
5. لماذا لم يحفل النّص بالخيال؟ استخرج لونا بيانيّا، ووضّح أثره في المعنى.
نموذج الإجابةأـ البناء الفكريّ:1. القضية التي يعالجها ابن خلدون هي " طريقة تدوين التاريخ".
2. الغاية من دراسة التاريخ في نظره هي الوقوف على أحوال الماضين والإقتداء بهم.
3. الشروط التي قدّمها الكاتب لدراسة التاريخ هي:
ـ تعدد المصادر
ـ تنوّع المعارف
ـ حسن النظر والتثبت.
4. يبدو " ابن خلدون " من خلال النّص ناقدا طريقة تدوين التاريخ في عصره.
5. نوع النّص: من النثر العلميّ المتأدّب.
نمط النّص: تفسيريّ ، حجاجيّ.
ـ التعليل:لأنّه يفسّر الظاهرة ويحلّلها ويناقشها ويدعمها بالأدلة والبراهين..
6. القيمة هي أهمية التاريخ ووجوب قيامه على أسس علمية .
إبداء الرأي: يترك للتلميذ.
ب ـ البناء اللّغوي:1. الحقل الدلالي للكلمات: النقد العلميّ.
2. المعنى الذي أفادته «إذ» في الفقرة الأولى هو التعليل في قوله: «..إذ هو يوقفنا.. »
إعرابها:حرف تعليل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
3. دور التّكرار في النّص هو تأكيد الحقائق وتقريرها.. ومثال ذلك «ولم يؤمن فيها من العثور، ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق... »
4. الأسلوب البلاغيّ المعتمد في النّص هو الأسلوب الخبريّ، لأنّ طبيعة النّص العلميّ تستوجبه.
5.لم يحفل النّص بالخيال لأنّه من النثر العلميّ ، واللون البيانيّ يظهر في قوله: (هي مطية الهدر...) تشبيه بليغ، و أثره في المعنى : بيان المعنى والتعليل له والتأكيد عليه.
رندي محجوب